بِالطَّاعَةِ والتباعة بَيْننَا وَبَينهَا وَبَلغت الْخيرَات إِلَى مداها وانتهت الركاب إِلَى مُنْتَهَاهَا حَتَّى سكن سُكُون دور دورين واستنزعنا ماكس ماكسين وطلعت شمس الانس للشمسانية وأشرقت الْآفَاق بالأنوار السُّلْطَانِيَّة وتحصن بعزنا الْحصين وفدانا الفدين وَثَبت الْمجد للمجدل وَأخذ للبزاة الشهب منا قنص الاجدل وقطعنا نهر الخابور على قنطرة التنينير وانتظمنا عَلَيْهَا فِي الزحام نظم النثير وَنشر عبورنا بهَا نشر العبير
وَلما جزنا الخابور وأتممنا العبور أَخذنَا الطَّرِيق إِلَى نَصِيبين يسرة واستخرنا الله فِي قصدنا واستجدينا مِنْهُ نَصره ونصبنا بنصيبين خيامنا بعد ثَلَاث وسلكنا فِي مسالك سهول وأوعاث وأزلنا جدبها وجورها بغيث وغياث وعزائم حثاث وصرائم ذَات انبعاث على أَن الانفس من خوف الالتباث لوخمها ذَات التياث ودخلنا الْمَدِينَة وانزلنا بهَا السكينَة وَجِئْنَا إِلَى قلعتها وَقد تحصنت وبمنعتها تحسنت وَسَائِر اسوارها مصفوفة وعرائس مجانيقها مزفوفة واشفقنا فِي حصرها من سفك الدَّم وهتك الْحرم فوكلنا بهَا من يمْنَع من الدُّخُول وَالْخُرُوج وسلطنا والى اللجاج على واليها اللجوج فمني بمصاب المصابرة وَعرف انه لَا محيص من المحاصرة فَأرْسل بعد مُضِيّ بُرْهَة من