العدى من عدوى سطواتنا المبيرة وَمد الجسر كَمَا امْتَدَّ على الطرس السطر
وَكَانَت البيرة قد طمع فِيهَا صَاحب ماردين فاستولى على مَوَاضِع من أَعمالهَا وحوى اليه من حواليها مَا عطل حوالي أحوالها فَلَمَّا سمع بِنَا تخلى عَنْهَا وخلاها وَتركهَا وَمَا سَأَلَ عَنْهَا بل سلاها فأعدنا اليها شهَاب الدّين مُحَمَّد بن الياس الارتقي فاحمد فِي ذروتها الرقي وشرعنا فِي تهيئة أَسبَاب العبور وعقدنا فِي الْحل والترحال حبى الحبور وبدأنا بِنَقْل الاثقال إِلَى السفن لنحصل من مخاطرة الزحام بهَا فِي الجسر على الامن وَضرب كل منا خيمة بالجانب الشَّرْقِي يحول اليها رَحْله ويخفف نَحْوهَا ثقله وأمددنا من معاقل الأَرْض بعدة من السفن والخلق كثير وَالْجمع جم غفير والجيش جائش والجو من قرارنا ووقارنا طائش وَالْفَتْح الكواسر بعثيرنا عاثرة والرعن الجواشر من بأسنا باسره وَالسَّمَاء من عجاجتنا أَرض وَالْبَحْر من أمواجنا برض وَمنا من عبر خيله سباحة وَوجد من الزحمة رَاحَة وَلم يجد على العبور على الجسر جسارة فَوجدَ ربحا وَعدم خسارة وكل فِي عبره على حذر وَمن أمره على قدرومن ورده فِي صدر وَمن صَفوه متحرز من كدره وَمن عزمه على جد وَمن حزمه ذوجد وَمن عدته وعدته فِي غَد والشعاب لأسهم سهمنا جعاب وعَلى الربى من سحب شجبنا ربَاب والعصاب غضاب وللقنا من أسدنا غَابَ وَللَّه من عباده أبرار لنصر دينه أَرْبَاب
فَلَمَّا جزنا الْفُرَات وحزنا الثَّبَات وجمعنا من الرِّجَال والرحال الشتات واغتنمنا فِي الطّيب الْأَوْقَات وتسلمنا البيرة والعمق وأوسعنا على العداة فِي ذَلِك الْخرق ورعنا بغربنا الشرق كاتبنا أَصْحَاب الاطراف بالوفود للوفاق والتنحي عَن مَذْهَب