وَفِي هَذِه النوب الْمُبَارَكَة وألطاف النُّصْرَة المتداركة ضعفت الفرنج وأظلم عَلَيْهِم النهج وَكسر عَسْكَرهمْ وَقتل أَكْثَرهم وَإِن أفخمها شَأْنًا وأوضحها برهانا مَا أَجِدهُ الله من النَّصْر يَوْم الْأَحَد ثَانِي الْمحرم وَنحن على بناياس فِي المخيم وَأَنَّهُمْ جَاءُوا بفارسهم وراجلهم ومكائدهم وغوائلهم فلقيناهم فِي رجال يستثيرون المنايا من مرابض الْآجَال وجبال من قوي جبلتها أعدام قوي الْجبَال وبحور من السوابغ والسوابق أمواجها فِي دأماء الدِّمَاء زاخرة وأقدام لِذَوي الْأَقْدَام فِي مستنقع الْمَوْت راسخة والمنايا من الْأَمَانِي الخاسرة ساخرة فسمنا الجفون نفي غرارها والمنون سقِِي عقارها ونقلنا إِلَى رِقَاب العدى مَا فِي قرَاب الْهدى وأضفينا على اؤلئك الأردياء اردية الردى وأضرمنا مِنْهُم نَار الْحَدِيد الْأَخْضَر فِي الوريد الْأَحْمَر وروينا ظماء الييض والسمر بِدَم الْعَدو الْأَزْرَق من بني الْأَصْفَر فَمَا ابيض يَوْم النَّصْر حَتَّى اسود بالنقع جوه وَمَا أَزْهَر نور الشقائق حَتَّى مطر بوبل النبل نوه وَمَا طارت حمام الْحمام بكتب كتبهمْ حَتَّى وفرت السِّهَام من الأحداق إِلَى أحداقهم سهامها وَمَا طَالَتْ أَيدي الأيد بالاعناق إِلَى أَعْنَاقهم حَتَّى أوحت لتوت اللتوت إِلَى الْهَام إلهامها وَمَا حنت الحنية إِلَى إحنائهم حَتَّى قَضَت أوتارها من أوتارهم أوطارها وَمَا شيمت بوارق بوارهم حَتَّى شيمت الظبى من الغمود فَجلت لياليها نَهَارهَا وأجرت جداولها أنهارها وَمَا أرقنا طلا الطلى حَتَّى نسجنا ملا الملاا وصغنا من تبر التبار للهندية الْبيض عسجديات الحلى وأصخنا إِلَى كلمة الله الْعليا فأثبناها بفصائح الصفائح فِي صَحَائِف العلى ونثرنا مِنْهُم بِالضَّرْبِ مَا نظمناه بالطعن ورعنا بأجلابنا عَلَيْهِم وإقبالنا إِلَيْهِم قُلُوب الرعن وثاروا إِلَيْنَا فِي اطلاب للثأر طلاب وآلاف للروع أُلَّاف وثبات فِي وثبات وتماثلت بَيْننَا الحملات وَبينهمْ المثلات فَمَا زلنا نكايلهم بِصَاع المصاع ونزايلهم بِذِرَاع القراع حَتَّى عثروا تَحت العثير بذيل الذل وَمَا كَثُرُوا الا قلوا بِالْقَتْلِ والأسر إِلَى القل وغصت الخوامع بقتلاهم والجوامع بأسراهم وأفلت الْملك اللعين طعينا لَا يجد من رجائه وَرِجَاله معينا وابنا بمقدميهم مُقرنين فِي الأصفاد مُقرنين فِي الأغلال والأقياد وَأسر صَاحب الرملة ابْن بارزان وصهره وأخو صَاحب جبيل وَهُوَ ظَهره وَابْن صَاحب طبرية والمقدم الْكَبِير للداوية وقسطلان يافا وضامنها وَصَاحب جَنِين واين صَاحب مرقية ومقدم الاسبتارية وعدة كَبِيرَة من خيالة الْقُدس وعكا من البارونية وعمت جَمِيع فرسانهم البلية ووقمت اصلاب الصليبية ووقذت أنصار النَّصْرَانِيَّة وَالْحَمْد لله على النُّصْرَة