وحرصنا على مُقَاتلَتهمْ وَأما طَائِفَة مِنْهُم فَإِنَّهَا أقل وأذل وأزل قدما على عَن الْأَقْدَام وأشل وأفل حدا وَأكل فَأَجَابُوهُ على هَذِه الْقَاعِدَة المستطاعة بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة والتباعد الا عَن التباعة وَأَقَامُوا ليقيموا بِهَذِهِ الْمصلحَة ويستفيدوا متاجر الْغُزَاة المريحة وَمَا زَالَت المقانب تنهض والطلائع على مراكزها تربض والمزارع على تحصد والمواضي تقصد والأماكن تخلى والمكامن تخلى والبروج تكنس والمروج تدرس والجديد يشسهر والشديد يقهر وَالثِّمَار تصرم وَالنَّار تضرم حَتَّى إكتفى الْبعيد والقريب والبلدي والغريب والداني والعزيب وارتوى الصَّادِر الصادي واحنوى الْحَاضِر والبادي
قد سبقت الْمُكَاتبَة بشرح النّوبَة الَّتِي شرحت الصُّدُور وحبت الحبور ويسرت السرُور وشدت الظُّهُور ونظمت فِي سلك الاسْتقَامَة الْأُمُور وَهِي الْوَقْعَة الَّتِي انجلى غبارها عَن قتل هنفري وفاز فِيهَا الْإِسْلَام من نهل النَّصْر وَعلة بِالريِّ وَمَا كُنَّا نتحقق قدر تِلْكَ النُّصْرَة وَعظم تِلْكَ المسرة حَتَّى امتدت عَلَيْهَا الْأَيَّام وكشف غطاؤها وكنف عطاؤها وتوالت بِمَوْت الْمَجْرُوحين مِنْهُ أنباؤها وَهَذِه الكسرة الصَّحِيحَة والنصرة الصَّرِيحَة وَالتِّجَارَة الربيحة هِيَ الَّتِي ازعجتهم وأعجزتهم وأخرجتهم مضاجع الْقَتْل وابرزتهم وَأَلْقَتْ فِي قُلُوبهم الرعب وأبقت فِي أكبادهم النّدب ونصبت على بِلَادهمْ الْبلَاء وَالنّصب وصبت على رؤوسهم الوصب فَحَيَّا الله الْوَقْعَة الَّتِي هلك هنفري من جراحها وَالْحَد تَحت الصفائح من حد صفاحها وَكَانَ طاغيتهم الْأَكْبَر وطاغوتهم الْأَشْهر وَرَئِيسهمْ الْأَقْوَى وإبليسهم الأغوى وفارسهم الأفرس الأفرى وممارسهم الأجرأ الأجرى وَكَانَ حتف هَذَا الْعَظِيم فتحا عَظِيما ونجحا عمبما وفضلا من الله جسيما وهلاكه فت فِي أكبادهم وأعضادهم وشتت شَمل انجادهم وأجنادهم وَقد عَادوا الى هونهم وعاذوا بحصونهم وَلَك يبْقى فِي الْعَزْم الا عقرهم فِي عقر دَارهم والإقبال على تَبِعَهُمْ أَوَان أدبارهم
وَوَقعت الْبِدَايَة فِي قصد البرج الَّذِي بنوه وااقتهم وبال الْأَمر الَّذِي جنوه فكشف بمنازلته عواره وَبَانَتْ اسراره وهتكت أستاره وَظهر أَنه هَين الْأَخْذ بَين الوقذ يشقى بِهِ أَهله فَهُوَ بَيت احزانهم وَدَار هوانهم ومصرع فرسانهم ومكسر