البرق الشامي (صفحة 137)

الْكلأ ومل الْمَلأ وَعدم الْعلف وَوجد التّلف وَتعذر الْخلف وَزَاد الكلف وَكَثُرت الكنف انْتقل السُّلْطَان وحقق وَأدنى لنا الرَّجَاء وَأَبَان الْيَأْس وَنزلت النوبتية على تل القَاضِي وَشرع فِي استبداء دين الدّين من شُرَكَاء الشّرك بادامة التقاضي وَقد وَفد من الْبَوَادِي من جرى بسيله الْوَادي فرام أعتاب الْبَريَّة واعراب الْبَريَّة وَقَالَ هَؤُلَاءِ إِذا اكتالوا السّنة من الشَّام بلي الْعَام بِالْمحل الْعَام وَجمع عِنْده الجموع وملأ بهَا صُدُور تِلْكَ السفوح والضلوع وَبَلغت الخيم إِلَى حُدُود بِلَاد الْكَفَرَة وأضرم عَلَيْهِم لَهب النيرَان المستعرة وَكَانَ فِي كل يَوْم يركب وَفِي خدمته الْخَواص وَيظْهر أَن غَرَضه الِاصْطِيَاد والاقتناص ثمَّ ينزل على النَّهر ويجرد فرسَان الجلاد والقهر ويسير قبائل الْعَرَب إِلَى بلد صيدا وبيروت حَتَّى يحصدوا غلات الْعَدو ويجمعوا الْقُوت وَمَا يبرح مَكَانَهُ حَتَّى يعود وَا بجمالهم وأحمالهم موثقة بأثقالها حَتَّى خف من زرع الْكفَّار مَا بِالْقربِ وَلم يحصل مِنْهَا كِفَايَة الْعَرَب والعجم الغرب وأشفق على النَّاس وَحقّ وجوب الاحتزار والاحتراس جمع امراءه للمشورة واستنبط خبايا الضمائر المستورة وشاورهم فِي الْأَمر وحاورهم فِي مضرَّة اهل الْكفْر وَقَالَ قد علمْتُم غلاء الغلات وإقواء الأقوات وَظُهُور اعراب الْبَادِيَة وخفاء الاعشاب الْبَادِيَة وَمَا بالبلاد غلَّة للْعَرَب تكيلها وَلَو رامت لضاقت عَلَيْهَا سَبِيلهَا وَمَا كَانَ بِالْقربِ من غلات الْعَدو وزروعه وثماره ونبوعة قد استبحناه واجتحناه وَمَا تركنَا زندا الا اقتدحناه وَلَا لطفا إِلَى الله الا استمحناه وَلم يبْق الْآن الا ان ننهض عساكرنا بالنوبة وَنُقِيم بقوتها إِلَى حِين الاوبة حَتَّى اذا أنس النَّاس من أَسبَاب الْأَمْن وَلم يستشعروا من احكام الوهن استرسلوا فِي دُخُول تِلْكَ الْبِلَاد واستاروا مَا شَاءُوا من الْغلَّة والزاد وان شرع الْعَدو فِي الاحتشاد لصرفنا عَن هَذَا المُرَاد لَا يكتم سرهم وَلَا يخفى امرهم فان جواسيسنا بالبلاد وعيوننا للارصاد ان نهضوا نهضنا فِي مقابلتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015