بالاستكثار من الرِّجَال واستخدام نجب الابطال وَكَانَ التركمان قد أغار عَلَيْهِم الْعَرَب واستطالوا وأزالوهم عَن مراكزهم وصالوا وَجرى مَا أحوجهم إِلَى البعاد وأزعجهم عَن الْبِلَاد فنفذ السُّلْطَان وَرَاءَهُمْ يستميلهم بالاحسان ويستدعيهم من الْبلدَانِ ورتب نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شيركوه عَمه فِي ثغر حمص فِي مُقَابلَة القومص ومقاتلته وَالْوُقُوف بحذاء الحذار من غائلته والاشفاق من غرَّة تقع من غارته وَكلهمْ مَأْمُور بالتنبه لكل صوب والاصاخة إِلَى كل صَوت والاحتراز فِيمَا يَقع من الفوارط من فَوت رابض فِي مَكَانَهُ اذا أحس بنبأة وثب عَلَيْهَا ممسكا بعنانه اذا سمع هيعة طَار اليها
وَمَا أغار من الاعداء إِلَى الْيَوْم مغير الا وَعَاد مثلوما مفلولا مهزوما مخذولا وَقد استجاش الابرنس بالأرمن وَالروم وَلَا بُد لَهُ من لِقَاء يَوْمه المشئوم واذا وصل عسكرنا اضرمنا عَلَيْهِم نَارا ادركنا من كل ثَائِر ثارا وخربنا على كل دائر بالسوء دَارا وتلونا {رب لَا تذر على الأَرْض من الْكَافرين ديارًا} والآن ألان الله الشدائد وأنال الْمَقَاصِد وأردنا المراشد وأصفى لنا الْمَوَارِد وأوفد إِلَيْنَا ذَوي الآمال وأنجح بِنَا رَجَاء الرِّجَال ووسع عندنَا فضاء الافضال وتوالت رسل الْمُلُوك إِلَى جنابنا بالحب والحباء وصفاء العقائد وَعقد الصفاء وإعاد الْوَلَاء وَوَلَاء الدُّعَاء
وَأما الْأَطْرَاف فان مُلُوك ديار بكر إِلَيْنَا ملتجون وَلنَا مرتجون وبحبلنا معتصمون وبحبنا ومتسمون وبحبائنا متوسمون وَإِلَى بشرنا مبتسمون ولبرنا مقتسمون وللصلة طالبون وَفِي الوصلة راغبون وَمن سُلْطَان الرّوم مستشعرون وبسلطاننا مستنصرون فَأَرْسَلنَا إِلَيْهِم أَبَا حَامِد بالألطاف وأدنينا لَهُم مجاني المصافاة الحلوة القطاف العذبة النطاف ولبينا نداءهم وقوينا رجاءهم وروينا صدا أسرارهم وجلينا صدأ أفكارهم وجلينا غمَّة اغتمامهم وَقَبلنَا اعتزاء اعتزامهم وَوصل كتاب