الثَّامِن وَالْعِشْرين من الشَّهْر وَمِنْه إِلَى الْأَزْرَق وَمِنْه إِلَى الجفر وَيرد ارْمِ وأيله ويصدر إِلَى صدر وَقد سيرنا الطَّلَائِع إِلَى كل مطلع وأنهضنا كل عَارِف إِلَى الْأَخْبَار متطلع وَالظَّاهِر أَن هَذَا الْعَسْكَر والعسكر الْوَاصِل من مصر يَلْتَقِيَانِ عِنْد أيله وبقربها وَلَا يكترثان بالفرنج وحربها ورأينا الْمصلحَة فِي مسيرَة لمنافع كَثِيرَة وفوائد أثيرة مِنْهَا التَّخْفِيف عَن الشَّام فِي مثل هَذَا الْعَام وَذَلِكَ بعد أَن رتب فِي بعلبك نوابه وأقطعها أَصْحَابه وَمِنْهَا أَن بوصوله إِلَى مصر وَقد خرج مِنْهُ عَسْكَر اسْما كَبِيرا وصيتا عَظِيما ومحلا خطيرا فَإِن الأرجاف شَائِع باسطول صقلية المخذولة وَخُرُوجه وقصده بحشوده وهيوجه ووصول أخينا يكسر من عزم الْعَدو ويحطه من ذرْوَة العتو وَمِنْهَا أَنه إِذا أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ تصرف أخونا الْعَادِل فِي الْبِلَاد بعسكره وعذب صفو نجح مقْصده فِي مورده ومصدره وَتوجه إِلَى الْعَدو فِي الدَّيْر بالدوائر وَاسْتظْهر بِمن يستنجده من العساكر
غادر ابرنس انطاكية وَجمع من أوباشه وأوشابه الزمر وأغار على جشير شيزر وغدر القومص بطرابلس بعد الْأمان بِجَمَاعَة من التركمان فَإِن الفرنجية اجْتَمعُوا وَقَالُوا الصَّوَاب أَن نفرق عَسْكَر الْإِسْلَام فِي ثغوره بالإرعاب والإرهاب والغارة على كل طرف واصماء كل هدف فَإنَّا لَو هادناهم فِي جَانب توفر عَسْكَرهمْ على الْجَانِب الْمُحَارب وتجرد لاصابتنا فِي المصائب فَاقْتضى المر أَن رتب السُّلْطَان ولد أَخِيه تَقِيّ الدّين فِي ثغر حماة وَمَعَهُ شمس الدّين بن الْمُقدم وَسيف الدّين عَليّ المشطوب وعساكرهم الكماة الحماة وَصَاحب شيزر بعسكره محتاط فِي مورده ومصدره وَأمرهمْ