الْإِقَامَة عَلَيْهَا أشهرا وأدلج الْمَذْكُور فِي ليل لجاجه فَلم يبد فِي سفارة مِنْهُ واليه صبحا مُسْفِرًا وَنحن نشفق من نزاله وَلَا نصدق فِي قِتَاله ونرفق بِهِ على عنفه فِي أَحْوَاله فَتَارَة نخوفه فيتجلد وَتارَة نرغبه فَلَا يُجيب بل يتبلد
ذكر دُخُول الشتَاء وَدخل الشتَاء وَاشْتَدَّ الْبرد وَبلغ الْجد وَفرغ الْجهد وَوَقع الثَّلج وَعمي النهج وامتلأ بِهِ ذَلِك المرج وأصبحنا وصباحنا أَبيض وجناحنا لَا ينْهض وَالْعُرُوق لَا تنبض والبروق لَا تُومِضْ والخيام لجمودها واقفة على غير عمودها والنيران مقرورة وشباة الجليد مطرورة والزناد كابية والأجناد آبية وَالْوُجُوه فِي عبوس والوجود فِي بوس وَنحن كأننا فِي خيمنا فِي حبوس وَقد جمدنا كأننا بِلَا نفوس فلبدنا على الْمضَارب اللباد وَكُنَّا فِي الأكنان حول الكوانين كأنا فِي صوامع الْعباد نطري أفلاذ الأكباد فعلى الماقل فِي الشيشات شرائح وللإقتراحات على الطهاة قرائح ولأسرار الْملك من صدورنا صرائح وللسلطان فِي كل بكور ركُوب إِلَى الصَّيْد وَله طرائد وطرائح وَقد طلنا بِطُولِهِ وفضلنا بفضله وابتذلنا الْغنى ببذله واهتدينا بهداه وَمَا ضللنا فِي ظله وَاجْتمعَ شَمل عزنا بِجمع شَمله ونحتفل بحفله ونعقد بحله وَنحل بحله فَمَا ألذها شتوة وأطيبها حظوة وأسوغها لهنة ولهوة وأهنأها نوبَة لم نر لَهَا نبوة واصحها إِلَى كرمة غَزْوَة وأوثقها بعصمه عُرْوَة فَكَأَنَّهَا كَانَت غفوة لم تذكر للدهر لَوْلَا انقضاؤها هفوة وهيهات أَن نرى بعده فِي طيب عيشتها عَشِيَّة أَو غدْوَة وامتدت بِنَا تِلْكَ الْحَالة وملأت خواطرنا للأخطار الملالة وأفضت بِنَا إِلَى الشَّام الإطالة وَطلبت من التَّغَيُّر بالتضجر الاستقالة
فصل فِي الْمَعْنى من مُكَاتبَة أنشأتها عَن السُّلْطَان إِلَى الرَّسُول بِبَغْدَاد
أصدرناها من المخيم الْمَنْصُور على بعلبك وألطاف الله جمة واسباب التَّوْفِيق مستتبة مستتمة وَلَيْسَ لنا شاغل قد صدنَا عَن الْجِهَاد وَضرب على وُجُوه السداد بالأسداد إِلَّا ابْن الْمُقدم فَإنَّا استشعرنا مِنْهُ مراسلة الفرنج فِيمَا لَا يبلغونه من أُمُور