البرق الشامي (صفحة 112)

وأضب بحجابها الضباب فَفرض لفرضها الْحجب بل وَقع دِينَار الشَّمْس فِي ميزَان السَّمَاء لمشتريها وَفَارَقت بَيت عُطَارِد فَهُوَ للإحتراق بهَا تَالِيهَا وتلقتها الزهرة فِي بَيتهَا وأشعلت سراجها بزيتها فَهِيَ منصرفة عَنْهَا إِلَى بَاب دَار المريخ للأستعداء على الزَّمَان العادي بِصَرِيح الصَّرِيح فقد تشاجرت عواصي العواصف مَعَ الْأَشْجَار وَأَلْقَتْ حواملها أجنة الأثمار وناح الهزار على الأزهار وباح نفس الجو العليل بالأسرار وسافرت الأطيار وكارت الْأَسْفَار ونشا النشاص وَربا الربَاب وسحب ذيل نيله السَّحَاب وسفر محيا الْحيَاء من قناع الْفَزع وغاض القيظ من الغيظ وعزف للفزع وَقبض روحه المنتزع وطلت الديمة دم طلها وشردت الأفناء الْأَحْيَاء من أفياء ظلها وارتجت الأَرْض وارتجزت السَّمَاء وعوى لمكاس السماك العواء وارتعد الثرى من ثرة الرغد وَفَاء الزَّمَان فِي الإعتدال وَلَكِن الإعتداء بالوعد وطفقت ليَالِي تشرين تشري مَا انتثر من لآلئ أيلول وابتدى الندى بَطل الطلول ودق الودق تُرَاب التُّرَاب وطردت طرائد القطار فِي الأقطار أسراب السراب وَآل لآل إِلَى لآلاء وتنادى بالأندية تنادي الأنداء وَقد أجد الجو من الجوى وَضحك الْبَرْق مِنْهُ فِي الْبكاء وَتغَير الْهَوَاء لتغير الْأَهْوَاء وابتدأت مُجْتَمع أشتات الشتَاء وتنكرت معارف الأشياع والأشياء وخزنت الْفَوَاكِه وقرنت الشواكه وتشابهت المجاهل وجهلت المشابه وذكت البراري وبركت الصحارى وراحت الرياحين ويبست الْبَسَاتِين وعاودت مساكنها الْمَسَاكِين وجدت العراجين وأعدت الكوانين للكوانين وتجدد للجديدين فِي منهاج انهاجا فِي الْميل الاسْتوَاء وتنحلت الْأَنْوَار وتنحلت النواء ووصلت النَّار وهجر المَاء وفطقت المشاتي وَطلب الْمُوَافق المواتي وَجمع الفحم وَحمل الشَّحْم وهربت الْحَرَارَة وغلبت المرارة واستشعرت النُّفُوس فِي أمزجتها فأبقت كل طبيعة بمداواتها على درجتها وَاعْتمد كل من كُله مَا يَلِيق بِفضل فَصله وكل مَا عقده الهجير الهاجر وَفِي الخريف الواقد بحله واجتيبت الْحباب وحبيت الْحباب ودفيت القباب وتوارد فِي التزوار فِي الأوطان لمحاب الأوطار الأحباب ومالت كل نفس إِلَى الرَّاحَة وحض كل حظر فِي حَظّ على الإستباحة ودعت دعتها الْأَنْفس النفائس والهوى جس الْهَاء فجاست الهواجس وَطَالَ ليل السَّلِيم وغال غرام الْكَرِيم وَنفذ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم ولذ مطاب المطابخ فِي مطال الْمطَالع وناب الْجُود السلطاني مناب الْجُود النابع واقتصيت مبار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015