أنا يوم السّلم مكف ... يّ ويوم الحرب فارس [1]
أنا للخمسة أنف ... حين ما للخمس عاطس [2]
فزعم كما ترى أنّه إذا كان في السّلم فهو لا يحتاج مع الكفاية والأعوان إلى ابتذال نفسه في حوائجه، وإذا كان في الحرب فهو فارس يبلغ جميع إرادته.
وما ضرّ- أكرمك الله- هرثمة بن أعين، ونصر بن شبث وغيرهما من الرّؤساء المحاربين المقربين [3] الذى كان يمنعهم من المشي؛ إذ كانوا على ظهور الخيل أمثال العقبان.
وذكر سيّار بن رافع الليثيّ عرج أوفى بن موءلة بعد أن اكتهل، وكان له صديقا، فقال:
رأيت أوفى بعيدا، لست من كثب ... في الدّار يمشي على رجل من الخشب [4]
جعلت للعرج مجدا لم يكن لهم ... وللقصار مقالا آخر الحقب