وكان أوفى مع شرفه وسودده قصيرا نحيفا، وهو الذي يقول:
إن أك قصدا في الرّجال فإنّني ... إذا حلّ أمر ساحتي لجسيم [1]
وهذا شبيه بقول آخر:
إذا كنت في القوم الطّوال فضلتهم ... بعارفة حتّى يقال طويل [2]
فهؤلاء بعض من فخر بالعرج، وسنذكر ذلك في باب القول في العرجان إن شاء الله.
فأمّا من فخر بالعمى فمنهم بشّار بن برد، وكنيته أبو معاذ، ولقبه المرعّث، مولى لبنى عقيل، وهو الذي يقول:
إذا ولد المولود أعمى وجدته ... وجدّك، أهدى من بصير وأحولا [3]
عميت جنينا والذّكاء من العمى ... فجئت عجيب الظّنّ للعلم معقلا
وغاض ضياء العين للعلم رافدا ... لقلب إذا ما ضيّع النّاس حصّلا [4]