صار له حاضبا فواحزنا ... لو عزّ هذا التّمير ما حضبا [1]

ومثله ما خبّرني به أبو عبّاد النّميري، واسم أبي عبّاد مروان [2] ، قال: كنت وأنا غلام أشتهي الصّعتريّة والمواثبة، والتّكاتف والتّشالّ [3] ، وتعقيف الأصابع إذا تكلّمت، فصرت والله كأنّي أفرغت في ذلك القالب إفراغا، فلمّا عقلت احتجت إلى أن أستوي فما أجابتني الطبيعة، ولا أجابتني تلك الجوارح إلّا بشدّة الاستكراه، وبقيت والله خنصر أصابعي ما تنبسط إلّا بأن أمدّها، ومتى تركتها عادت معقّفة.

وأبو عبّاد هو الذي يقول لمّا وجّهه بعض العمّال في السّعاية، وحفظ البيدر وما فيه [4] ، فقال:

كنت بازا أضرب الكر ... كيّ والطّير العظاما [5]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015