بمنزلتك من الناس، واعلم أنّ ما لك عند الله مثل ما لله عندك [1] » .

فنحن نظنّ أنّ هذه المنزلة التي صارت للأحنف في قلوب الناس لمنزلة الإسلام من قلبه.

وهو الذي لمّا دخل في الوفد على مسيلمة الكذّاب فخرج من عنده، قال له بعض رؤساء القوم: كيف رأيته؟ قال: والله ما هو بنبيّ صادق، ولا متنبّىء حاذق [2] .

وهو الذي لما وفد على عمر وتنازعوا الكلام عنده أمسك، حتّى كان عمر هو المستنطق له الكلام، وخصّ بالكلام عمر، وذكروا شأن أنفسهم، وتكلّم الأحنف عمّن غاب من مجلسهم، فتكلّم في مصلحة البلاد والعباد.

وسنذكر فقرا من كلامه في كتاب البيان والتّبيان [3] إن شاء الله.

وبالله التوفيق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015