الله إن كذبتك [1] » .
وأطرى رجل من قريش يزيد بن معاوية عند معاوية، فلمّا خرج الناس أقبل على الأحنف فقال: إنّي والله وإن قلت الذي قلت رغبة أو رهبة فإنّه ما علمت للّذي، وإنّ ابنه ما علمت للّذي.. قال الأحنف: «إنّ ذا الوجهين لا يكون عند الله وجيها» .
وشهد مصعبا يوما وهو يوبّخ رجلا ويقرّعه ويقول: أبلغني عنك الثّقة كذا، وأبلغني عنك الثّقة كذا [2] . فقال الأحنف: «كلّا أيها الأمير، إنّ الثّقة لا يبلّغ» .
هذا الذي كتبت لك قليل من كثير، ولم نرد الإخبار عن بلاغة لسانه، ولا عن كثرة معرفته، وإنّما أردت أن تعرف حسن نيّته.
وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقّاص: «يا سعد سعد بني وهيب [3] . إنّ الله إذا أحبّ عبدا حبّبه إلى خلقه، فاعتبر منزلتك من الله