وهذا البيت ليس من الشكل الأوّل، ولكنّه مما يتعلّق به ويروى معه.
وإذا كانت الخصال كذلك لم يغلب على صاحبه اسم دون اسم، ورجع الأمر فيه إلى أن يسمّى سيّدا وما أشبه ذلك، والنّبوّة تأتي على الغايات، وتحوز النهايات.
وكان الأحنف أحنف من رجليه جميعا، ولم يكن له إلّا بيضة واحدة، وكان قد ضرب على رأسه بخراسان فماهت إحدى عينيه [1] وقال الحتات [2] : إنّك لضئيل، وإنّ أمّك لورهاء [3] .
وقال أبو الحسن: ولد الأحنف مرتتق حتار الاست [4] حتّى فتق وعولج. فإن كانت هذه الصّفات كذبا وباطلا، فإنّا لا نشكّ أنّ الحسد الذي أخرج من أعدائه هذه الأمور لم يكن إلّا على نعمة سابغة غامرة، وإلّا على خصال عالية فاضلة، ثم لم يضره ذلك ولا وضع منه، ولا زادته