الأيّام إلّا رفعة، والحالات إلّا رياسة، وإن كانت هذه الخصال قد كانت فيه وكانت معلومة معروفة، لم تنقص من قدره عروة، ولا فسخت من معاقد رياسته عقدة، فيعلم الطّاعن عليه أنّه إنّما يريد أن يطمس عين الشّمس، ويردّ هبوب الريح.
كان أبين النّاس في كلّ حال، وأخطبهم في يوم حفل وتصنّع [1] ، وفي يوم أنس واسترسال. وهو صاحب الرّاية بخراسان، وقد انغمس في حومة الحرب ثلاث مرّات [2] وهو يقول:
إنّ على كلّ رئيس حقّا ... أن يخضب الصّعدة أو تندقّا [3]
وسار تحت لوائه الأقرع بن حابس، وكان واليه على الجوزجان [4] ، ومشي في جنازته مصعب بن الزّبير بغير حذاء ولا رداء، مع علمه بما قال الناس في شأنه وشأن ابن جرموز. وكان مع ذلك لا يرى الحكمين. وهو الذي قال لرسول قطريّ ولرائده وبغيّته [5] ، والمبلّغ