النقية النظيفة ليغطيها بهذه الشركيات والخرافات والجحود والإلحاد حيث وقف رحمه الله عند كل رأي باطل رآه وشبهة ذكرها وقفات طويلة ودقيقة وقف من ذلك موقف ناقد بصير ومدرك ونظر فيها نظرة عميقة ثاقبة وأرسل سهامه إلى تلك الوحوش الضارية وسدد إليها وأرداها قتلى وبدد تلك الحجج الواهية
التي احتج بها من الكتاب والسنة على زعمه بالدلائل التي لا تدع مجالا للشك ولا ريبا للمرتابين والشاكين وتزداد يقينا وثباتا لأهل الإيمان والبصيرة والمعرفة كما ستقف أيها القارئ إن شاء الله تعالى على تلك الردود الحسان التي تناولها الشيخ في نقض هذه الشبه الواهية وتفكيكها وتمزيقها إربا إربا كل رأي على حدة وكل شبهة بانفرادها بحيث لا رواج لها بعد ذلك أبدا ولا غرابة في ذلك أن الله سبحانه وتعالى جعل العلماء العاملين الذين يعلمون الناس الخير ويمنعونهم عن الشر مفاتيح الخير ومغاليق الشر ولله الحمد والمنة على ذلك.
هذا ولقد شرفني الله سبحانه وتعالى بهذه الخدمة البسيطة حيث جعلني أحظى بتحقيق هذه الرسالة النافعة وأسهم في قراءتها ونسخها والتعليق عليها بما من الله على مع الاستفادة منها بما حوته من بيان مناهج السلف وعقائدهم ودحض آراء الملحدين والمارقين وأفكار المبطلين بالأساليب التي تقنع أهل الحق وتفحم أهل الباطل مما يزيد القارئ المتأمل والسامع المتدبر قوة في الإيمان وثباتا في العقيدة ورسوخا في الشريعة وبصيرة في الدين وتمرينا على مواجهة الشبه الباطلة وجلدا في المناظرة التي يقارع بها المحق أهل الجدل والكلام، ومن هنا يتبن القارئ أنها فريدة في نوعها قل أن تجد القرائح بمثلها أسأل الله سبحانه وتعالى أن يسبل على مؤلفها وابل الرحمة والرضوان والعفو والغفران وأن يسكنه وجميع المسلمين فسيح الجنان يا حنان يا منان يا ذا الفضل والإحسان وأنت المستعان.
هذا وقد كان قيامي بهذا العمل المتواضع -تحقيق هذه الرسالة التي هي مفخرة لأهل التوحيد ومنار لطلاب الحق ورواد الإيمان وحماة هذا الدين الحنيف وحملة الشريعة– تلبية لرغبة أخي في الله الشيخ إسماعيل بن سعد