بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (?) ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

هذا موجز تلك الشبه التي أثارها هذا الجاحد المبتدع وأراد أن يغزو بها قلوب الغافلين ويروجها بين البسطاء وبذل أقصى جهده في نصر الباطل وإبطال الحق وقد أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن ما عدى الله ورسوله فأولئك في الأذلين حيث قال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (?) .

فأنى له ذلك وقد وعد الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويخزي أهل الزيغ والفساد والشرك والإلحاد ويحق الحق ويبطل الباطل ولو كره الملحدون أمثاله والحمد لله رب العالمين قال تعالى: {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (?) .

وقال جلا وعلا أيضا: {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (?) .

وقال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (?) {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} (?) .

هذا ولما وقف الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله على الأوراق التي كتب فيها هذا الشخص المذكور هذه الآراء الفاسدة والأفكار المسمومة والعقائد الزائفة بادر إلى نقضها وإبطالها وبيان زيفها ورفع الستار عنها بالدلائل المقنعة والحجج المدمرة التي تبدد تلك العقبات التي تعترض طريق الحق وتعوق السالك عن السير فيه وتعرقله، ولقد وفقه الله في نفض الغبار الذي ذره هذا الجاحد الملحد على صفحات عقائد السلف البيضاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015