ولا يلزم منه عدم الوزن.

والصحيح أن الكافر يُوزن عمله، إلا أنه على وجهين؛ أحدهما، أن كفره يوضع في كفة ولا يجد حسنة يضعها في الأخرى؛ لبطلان الحسنات مع الكفر، فتطيش التي لا شيء فيها. قال القرطبي: وهذا ظاهر قوله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} (?). فإنه وصف الميزان بالخفة.

والثاني، أنه قد يقع منه العتق والبر والصلة وسائر أنواع الخير المالية، مما لو فعلها المسلم لكانت له حسنات، فمن كانت له جمعت ووضعت، غير أن الكفر إذا قابلها رجح بها، ويحتمل أن هذه الأعمال توازن ما يقع منه من الأعمال؛ كظلم غيره وأخذ المال وقطع الطريق، فإن ساوتها عذب بالكفر، وإن زادت عذب بما [كان] (أ) زائدا على كفره، وإن زادت أعمال الخير منه طاح عقاب سائر المعاصي وبقي عقاب الكفر كما جاء في قصة أبي طالب: "إنه لفي ضحضاح من نار" (?).

وقوله: "سبحان الله". تقدم الكلام في إعرابه ومعناه قريبا.

وقوله: "وبحمده". قيل: الواو للحال بتقدير المتعلق، أي: وأتلبس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015