بحمده. أي بحمدي له من أجل توفيقه. وقيل: عاطفة على العامل في "سبحان". أي أسبح وألتبس بحمده. ويحتمل أن تقدر: وأُثَنِّي بحمده. فتكون متعلقة بـ: أثني، وتكون جملة مستقلة. وقال الخطابي (?) في حديث: "سبحانك اللهم وبحمدك" (?). إن المعنى: وبقوتك التي هي نعمة، فوجب عليّ حمدك. أي: لا بحولي وقوتي. فأقام المسبب، وهو الحمد، مقام سببه، وهو النعمة التي أوجبت الحمد.

قال الكرماني (?): صفات الله تعالى وجودية، كالعلم والقدرة، وهي صفات الإكرام، وعدمية؛ كلا شريك له ولا مثل، وهي صفات الجلال، فالتسبيح إشارة إلى صفات الجلال، والتحميد إشارة إلى صفات الإكرام، وترك التقييد مشعر بالتعميم، والمعنى: أنزهه عن جميع [النقائص] (أ) وأحمده بجميع الكمالات. قال: والنظم الطبيعي يقتضي تقديم التخلية، فقدم التسبيح الدال على التخلي على التحميد الدال على التحلي، بالحاء المهملة، وذكر اسم الله تعالى؛ لأنه الاسم الدال على الذات المقدسة الجامع لجميع الصفات والأسماء الحسنى، ووصفه بالعظيم لأنه الشامل لسلب ما لا يليق به؛ [إذ] (ب) العظمة الكاملة مستلزمة لعدم النظير والمثل ونحو ذلك، وكذا العلم بجميع المعلومات، والقدرة على جميع المقدورات ونحو ذلك، وذكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015