وقوله: "وخطئي وعمدي". وقع في رواية الكشميهني (?) في طريق إسرائيل بإفراد: "خطئي". وكذا ذكره البخاري في "الأدب المفرد" (?) بالطريق التي في "الصحيح"، وهو المناسب لذكر العمد؛ لأن المراد به المصدر، فيكون الخطأ كذلك مصدرا مفردا، وجمهور رواة البخاري رووه بصيغة: "خطاياي". جمع خطيئة، وعطفه على ما تقدم من عطف العام على الخاص؛ فإن الخطيئة تكون عن خطأ هزل وعن جدٍّ. وتكرير هذه المعطوفات لتعديد الأنواع التي تقع من الإنسان، والاعتراف بها، وإظهار أن النفس غير مبرأة من العيوب إلا من رحم علّام الغيوب.
وقوله: "وكل ذلك عندي". أي: موجود أو ممكن.
وقوله: "ما قدمت". أي: ما مضى من الذنوب. "وما أخرت". أي: ما يكون في المستقبل. وهذا شامل لجميع ما يتصف به الإنسان.
وقوله: "أنت المقدم". أي: تقدم من تشاء من خلقك، فيتصف بصفات الكمال، ويتحقق بحقائق العبودية بتوفيقك. "وأنت المؤخر". أي: تؤخر بخذلانك وتبعيدك من تشاء، فيصير في حضيض الصفات وأرذلها.
وقوله: "وأنت على كل شيء قدير". وقع في رواية عليٍّ (?) رضي الله عنه: "لا إله إلا أنت". بدل قوله: "وأنت على كل شيء قدير".
قال الطبري (1) بعد أن ذكر استشكال صدور هذا الدعاء من النبي - صلى الله عليه وسلم -