فاستأذنهما، فإن أذنا لك، وإلا فبرهما".

قوله: جاء رجل. قال المصنف (?) رحمه الله تعالى: يحتمل أن يكون هذا الرجل هو جاهمة بن العباس بن مرداس فقد روى النسائي وأحمد (?) من طريق معاوية بن جاهمة أن أباه جاهمة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أردت الغزو، وجئت لأستشيرك. فقال: "هل لك من أم؟ ". قال: نعم. قال: "الزمها". الحديث.

وقوله: "ففيهما فجاهد". استعمل لفظ الجهاد هنا مشاكلة لما استأذن فيه، والمراد بالمعنى المستعمل فيه هو إتعاب النفس في القيام بمصالحهما وإرغامها في طلب ما يرضيهما، وبذل المال في قضاء حوائجهما بجامع وهو يحمل الكلفة والمشقة فيكون لفظ: "فجاهد" استعارة تبعية، وحسَّن موقعَه المشاكلةُ، ويحتمل أن تكون العلاقة الضدية؛ لأن الجهاد فيه إنزال الضرر بالمجاهد، فاستعمل في إنزال النفع بالوالدين؛ للمشاكلة المذكورة.

والحديث فيه دلالة على أن فرض الجهاد ساقط مع عدم رضا الوالدين، وقد ذكر هذا في "مهذب الشافعي" (أ) (?)، وكذا ذكره النووي في "المنهاج" (?) وذهب إليه الإِمام يحيى والأمير الحسين صاحب "الشفا"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015