على أنهم يدعون لأهل الطاعة ما داموا فيها؛ كما قال تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} (?) الآية. والمراد (أبالملائكة هنا أ) هم الحفظة أو غيرهم، ذلك محتمل، يرشد إلى التعميم ما في رواية مسلم: "كان الذي في السماء". إذا أريد به سكانها من الملائكة، ويدل على استجابة دعاء الملائكة من خير أو شر؛ ولذلك خوَّف منه - صلى الله عليه وسلم -. وعلى أن الزوجة تساعد الزوج، وتطلب مرضاته، وأن صبر الرجل على ترك الجماع أقل من صبر المرأة، وأن منع ذلك منه مع وجود داعيه مشوش على الرجل، ولأن ذلك سبب التناسل المقصود من النكاح. قال ابن أبي جمرة: وفيه إشارة إلى ملازمة طاعة الله، والصبر على عبادته جزاء على مراعاته لعبده، حيث لم يترك شيئًا من حقوقه إلّا جعل له من يقوم به، حتى جعل ملائكته تلعن من أغضب عبده بمنع شهوة من شهواته، فعلى العبد أن يوفي حقوق ربّه التي طلبها منه، وإلّا فما أقبح الجفاء من الفقير المحتاج إلى الغني الكثير الإحسان!
وقوله: "حتى تصبح". جاء في الرواية الأخرى في البخاري (?): "حتى ترجع". وهي أكثر فائدة، والأُولى محمولة على الغالب كما تقدم، و (ب) في رواية الطبراني: "وامرأة عصت زوجها حتى ترجع". وصححه الحاكم (?). ومعنى الحديث أن اللعنة تستمر عليها حتى تزول المعصية بطلوع