كذلك، وأخرجه مسلم (?) من رواية عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به، لكن قال في آخره: قال سفيان: لا أدري هذا في الحديث أم لا؟ يعني: أن يتخوَّنهم أو يطلب عَثَراتهم. ثم ساقه مسلم (?) مِن رواية شعبة مقتصرا (أ) على المرفوع كرواية البخاري. والعثرة: هي الزلة.

وقوله: "تمتشط الشعِثة". بفتح المعجمة وكسر العين المهملة ثم مثلثة، أطلق عليها ذلك، لأن التي يغيب زوجُها مَظنة لعدم التزيُّن.

وقوله: "وتستحد". بحاء مهملة؛ أي تستعمل الحديدة وهي الموسَى. و "المغُيبة" بضم الميما وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم موحدة مفتوحة، أي غاب عنها زوجها، والمراد إزالة الشَّعر عنها. وعَبَّر بالاستحداد، لأن الغالب استعماله في إزالة الشَّعَر، وليس في ذلك ما يدل على منع إزالته بغير الموسَى، وهذا إنما هو مع طول الغَيْبة التي هي مظِنَّة الأمن من الهجوم على الحال التي يكره أن يجد أهله على غير أهبة من التنطيف والتزيُّن المطلوب من المرأة؛ فيكون ذلك سبب النُّفْرةِ بينهما، ويؤخذ منه كراهة مباشرة الرجل امرأته في الحال التي هي فيها غير متنظفة.

وقوله: "إذا أطال (ب) أحدكم الغَيْبة". فيه دلالة على أن الذي لا يُطيل الغَيْبة؛ كأن يخرج لحاجته نهارًا ويرجع ليلًا لا كراهةَ له في ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015