الحديث فيه دلالة على أنه ينبغي عدم المسارعة للقادم إلى أهله مِن غير أن يكون منهم شعور بقدومه، فإن في قوله "أمهلوا". دلالة على [أن] (أ) التأني والتأخير للقدوم، وكأنهم قدموا آخو النهار، وكان يمكنهم الوصول أولَ (ب) الليل، فأُمِروا (جـ) بالتأخير إلى وقت العِشاء ليعلم أهلهم بقدومهم، وهذا لا يعارضه النهي عن الطروق بالليل كما في رواية البخاري؛ فإنه (د) مع عدم شعورهم بالقدوم، ولذلك ترجم البخاري (?) الباب بقوله: لا يطرق الرجل أهله ليلًا إذا أطال (هـ) الغَيْبة مخافة أن يتخوَّنهم أو يَلْتمِس عَثَراتهم. وهذه الترجمة هي لفظ الحديث الذي أورده في بعض طُرقه، لكن اختلف في إدراج هذه الزيادة، فاقتصر البخاري على اللفظ الذي وقع الاتفاق على رفعه، وأتى (و) ببقيته في الترجمة. وقد جاء من رواية وكيع عن جابر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يطرُقَ الرجل أهله ليلًا يتخوَّنهم أو يطلب عثراتهم. وأخرجه مسلم (?) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأخرجه النسائي (?) من رواية أبي نعيم عن سفيان كذلك، وأخرجه أبو عوانة (?) من وجه آخر عن سفيان