ابن أحمد بن نباتة الشاعر المشهور، امتدح سيف الدولة بن حمدان، أظنه أخو الخطيب ابن نباتة أو غيره، وَهُوَ الْقَائِلُ الْبَيْتَ الْمَطْرُوقَ الْمَشْهُورَ:
وَمَنْ لَمْ يمت بالسيف مات بغيره ... تنوعت الأسباب والموت واحد
أبو نصر السعدي الشاعر وشعره موقوف ومن شعره قوله:
وإذا عجزت عن العدو فداره ... وامزج له إن المزاج وفاق
كالماء بالنار الّذي هو ضدها ... يعطى النضاج وطبعها الإحراق
توفى فيها
أَبُو بَكْرٍ الدينَوَريّ الْفَقِيهُ السُّفْيَانِيُّ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ كَانَ يفتى بمذهب سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِبَغْدَادَ، فِي جَامِعِ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ إليه النظر في الجامع والقيام بأمره.
توفى فيها ودفن خلف جامع الحاكم.
الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيُّ
صَاحِبُ الْمُسْتَدْرَكِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حمدويه، بن نعيم بْنِ الْحَكَمِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ الضَّبِّيُّ الْحَافِظُ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الْبَيِّعِ، مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ، وكان من أهل العلم والحفظ والحديث، وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ من سنة ثلاثين، وثلاثمائة، سمع الكثير وطاف الآفاق، وصنف الكتب الكبار والصغار، فمنها المستدرك على الصحيحين، وعلوم الحديث والإكليل وتاريخ نيسابور، وقد روى عن خلق، ومن مشايخه الدار قطنى وَابْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ وَغَيْرُهُمَا، وَقَدْ كَانَ مِنْ أهل الدين والأمانة والصيانة، والضبط، والتجرد، والورع، لَكِنْ قَالَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ: كَانَ ابْنُ الْبَيِّعِ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ، فَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُرْمَوِيُّ، قَالَ: جَمَعَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحَادِيثَ زَعَمَ أَنَّهَا صِحَاحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ، يُلْزِمُهُمَا إِخْرَاجَهَا فِي صَحِيحَيْهِمَا، فمنها حديث الطير، «ومن كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الحديث ذلك ولم يلتفتوا إلى قوله ولاموه فِي فِعْلِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيُّ: قَالَ الْحَاكِمُ: حَدِيثُ الطَّيْرِ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحِ وَهُوَ صَحِيحٌ، قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: بَلْ موضوع لا يروى إلا عن أسقاط أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنَ الْمَجَاهِيلِ، عَنْ أَنَسٍ. فَإِنْ كَانَ الْحَاكِمُ لَا يَعْرِفُ هَذَا فَهُوَ جَاهِلٌ، وَإِلَّا فَهُوَ مُعَانِدٌ كَذَّابٌ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَاكِمِ وَهُوَ مُخْتَفٍ مِنَ الْكَرَّامِيَّةِ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُمْ، فقلت له: لو خرجت حَدِيثًا فِي فَضَائِلِ مُعَاوِيَةَ لَاسْتَرَحْتَ مِمَّا أَنْتَ فيه، فقال: لا يجيء من قبلي، لا يجيء من قبلي. توفى فيها عن أربع وثمانين سنة.
هو يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَجٍّ أَبُو الْقَاسِمِ القاضي، أحد أئمة الشافعية، وله في المذهب وجوه غريبة وَكَانَتْ لَهُ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِالدِّينَوَرِ لِبَدْرِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ فَلَمَّا تَغَيَّرَتِ الْبِلَادُ بَعْدَ مَوْتِ بَدْرٍ وَثَبَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعَيَّارِينَ فَقَتَلُوهُ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ من هذه السنة.
(تم الجزء الحادي عشر من البداية والنهاية ويليه الجزء الثاني عشر وأوله سنة ست وأربعمائة وباللَّه التوفيق)