اقتحم الممالك آنفا لذكر شجاعته ومنهم من خرق بمضنون النفائس ومنهم من تكلّف لطائف النوادر بالأثارة [1] والاستنباط ومنهم من رفع منارا أو بنى بناء أو انبط ماء كلّ يجرى على قدر الهمم والإرادات لم يوجد واحد منهم خاليا عن خصلة من الخصال وان عميت الأبناء دونها ل الّذي دعا فلانا ادام الله تمكينه الى الاقتداء بهم والارتياح الى الأخذ بأخذهم والتأسي باسوتهم لما خصّه الله به من كريم الطبع وشرف الهمّة وبعد الغور وبغية الصلاح وحبّ الخير ثم ما يرجوه من حسن الثواب وكريم المآب بما عسى الله ان يبصّر به مستبصرا أو يرشد مسترشدا ويهدى ضالّا ويردّ غاويا وقد وسمت هذا الكتاب بكتاب البدء والتاريخ وهو مشتمل على اثنين وعشرين فصلا يجمع كلّ فصل أبوابا واذكارا من جنس ما يدلّ عليه، الفصل الأوّل في تثبيت النظر وتهذيب الجدل، وهو يجمع القول في معنى العلم والجهل والقول على كمية العلوم ومراتبها وأقسامها والقول في العقل والمعقول والقول في الحسّ والمحسوس