وكيفية صفات الأقاليم والممالك ثم ما جرى في الإسلام من المغازي والفتوح وغير ذلك ممّا يمرّ بك في تفصيل الفصول وانّما نبهنا على ما أردنا قول الحكماء أوّل العمل آخر التفكر وذاك انّا لما جمعنا جمع ابتداء الخلق ثم لم نجد بدّا من تصحيح الحجاج في إيجاب ابتدائه ولم يصحّ لنا تثبيت [1] ذلك الّا بإثبات مبديه سابقا بخلقه ولا أمكن إثباته الّا بعد بيان طرق التوصّل اليه فابتدأنا بذكر ذرو من حدود النظر والجدل ثم إيجاب إثبات القديم المبدئ المعيد ثمّ ابتداء الخلق ثمّ ما يتلو ذلك فصلا فصلا وبابا بابا حتّى أتينا على آخر ما كان الغرض والمقصود به، ولم يزل أهل الفضل والتحصيل من العلماء والعظماء والملوك في قديم الزمان وحديثه يرغبون في تخليد ذكرهم ويتنافسون في إبقاء رسمهم ويحرصون ان يورثوا من بعدهم ما يؤثر عنهم من منقبة حميدة وحكمة بليغة ترغّبا في اقتناء الفضل واعتقاد الذخائر توخّيا منهم لعموم نفع الخير وتحرّيا لشمول الصلاح والرشد وذلك ثمرة الانسانيّة وغاية ما يؤمّله العقل وتطمح اليه النفس حتّى أن فيهم من