للتصدّر والتقدّم فهم يأخذونه من غير مظانّه ويترشحون له [Fo 2 Ro] بلاد واعية مقدّماته مستحلبين أفئدة العامّة بإطراء مذاهبهم مفسدين عليهم أذهانهم بما يقصّون من غرائب العجائب الّتي رووها مستأكلة القصّاص عن أحدوثة في العقل مردودة واعجوبة عن الفهم محجوبة حتى شحنوا صدورهم بترّهات الأباطيل وضيّعوا نفوسهم بالأسمار والأساطير فهم الى كلّ ناعق سراع وعن كلّ ذي حقّ بطاء وللمتّبع متعرضون وعن الواجب معرضون المحق فيهم مبطل والمدقّ ملحد والمخالف لهم ومقهور والناظر مهجور والحديث لهم عن جمل طار أشهى اليهم من الحديث عن جمل سار ورؤيا مريّة آثر عندهم من رواية مرويّة فهذه الخطّة كانت سبب حرمان العلم وتهجين اهله وفوت الحظ واستحقاق الخذلان والتوسيع للطاعن في اللين وتسهيل القادحين بالصخب والشغب والشنعة وردّ العيان وجحد البرهان ويأبى العلم ان يضع كنفه أو يخفض جناحه أو يسفر عن وجه إلّا لمتجرّد له بكلّيته ومتوفّر عليه بأينيته [1] معان بالقريحة الثاقبة [2] والرويّة الصافية مقترنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015