الى حيث يحجم همه البارز النقّاب عن التطلّع الى أدناه ويحقّ ما ذكره العتبى في كتابه وان كان دخيلا في صناعته متكلّفا ما ليس من بزّته حيث قال في صفة هذه الطبقة قد رضى من الله ومن عباده عوضا ان يقال فلان دقيق وفلان لطيف يذهب إلى انّ لطف النظر قد أخرجه عن جملة الناس وبلغ به علم ما جهلوه فهو يدعوهم الرعاع والغثاء والغثر وهو لعمر الله بهذه الصفات أولى وهي به أليق في أخوات لهذه كثيرة ويا لها من فضيحة إذا أخذت الحجة يكظم أحدهم واسبل الحقّ جناحه عليه بقي مبهوتا منقطعا قد خانته معرفته وكذّبته أمنيته وبدت عورته وظهرت حيرته وصار ضحكة للناظرين ومثلا سائرا في السامعين بعد أن كان يظنّ ضحكة لفضل علم أو بيان وكفى ذلّا وحزنا ودناءة ونقصا لراض بهذه المنزلة ومعترّ بتفريط السفلة مقبلا على لحمه وعظمه مضيّعا أيّام أدبه وعلمه ومن كانت هذه حاله فحقّ له النكال والنكير في العاجل مع ما يبوء به من ناهض الإثم وعظيم الإصر في الآجل ومن أعظم ذلك على أرباب القلانس وأصحاب المجالس الذين طلبهم العلم لا للَّه ولا لأنفسهم ولكن