البدء والتاريخ (صفحة 1257)

كله صائر إليكم على يدي هذا وذلك أن الخرمية لا يصبحون ولا يمسون إلا على توقع الحركة فأتبعوه قومه وصدقوا المرأة على شهادتها وأمر بابك أصحابه من النواحي والقرى وكان في قلة وذلة وأعطاهم سيوفاً وخناجر وأمرهم أن يرجعوا إلى قراهم ومنازلهم وينتظرون ثلث الليل الأخير فإذا كان ذلك الوقت يخرجوا على الناس فلا يدعون رجلاً ولا امرأة ولا صبياً ولا طفلاً من قريب وبعيد إلا قطعوه وقتلوه ففعل القوم ذلك فأصبح أهل تلك القرى قتلى بأيدي الخرّمية لا يدرون من أمرهم بذلك ولا ما السبب فيه ودخل الناس رعب شديد وهول عظيم ثم لم يمهل أن بعثهم إلى ما نأي عنه من النواحي فيقتلون من أصابوا من الناس من أيّ صنف كان كان صغيرا أو كبيراً أو مسلماً أو ذمياً حتى مرن القوم على القتل وانضوى اليه القطاع والحراب والذعار وأصحاب الفتن وأرباب النحل الزائغة وتكاثفت جموعه حتى بلغ فرسان رجاله عشرين ألف فارس سوى الرجالة واحتوى على مدن وقرى وأخذ بالتمثيل بالناس والتحريق بالنار والانهماك في الفساد وقلة الرحمة والمبالاة وهزم جيوشا كثيرا للسلطان وقتل عدة قواد له وذكر في بعض الكتب أنه قتل فيما حفظ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015