البدء والتاريخ (صفحة 1253)

وبويع عبد الله المأمون

سنة أربع ومائتين وكانوا بايعوه بمرو عند ما خلعه أخوه فأحسن السيرة وتفقد أمور الناس وقعد للقضاء وتولّى الصلاة والخطبة وخلع أخاه القاسم وأخذ البيعة لأخيه ابى [1] إسحاق المعتصم من بعده وكتب الناس من عبد الله المأمون أمير المؤمنين وأخيه الخليفة من بعده أبي إسحاق المعتصم وأمر بامتحان القضاة والمحدّثين ونادى مناديه برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير [2] وفضله على أحد من الصحابة [F؟ 221 r؟] وأحيا العلم القديم ونقل إلى لسان العرب وأظهر علم النجوم والفلسفة وكان فاضلاً في نفسه فطيناً ذكياً أبيض البشرة تعلوه حمرة أعين طويل اللحية دقيقها بخدّه خال أسود وأمر ابو إسحاق باتخاذ الأتراك للخدمة وكان يشتري [3] الواحد منهم بمائة ألف ومائتي ألف وفي أيامه تحركت الخرمية وادعى بابك أنّ روح جاويدان دخلت فيه فبعث إليه المأمون محمد بن حميد فقتل محمد بن حميد وعامة أصحابه وأصاب الناس مجاعة حتى بلغ المد عشرين دينارا ورئي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015