قال أصحابنا من المسجديين «1» :
اجتمع ناس في المسجد، ممن ينتحل الإقتصاد في النفقة، والتثمير للمال، من أصحاب الجمع والمنع «2» . وقد كان هذا المذهب عندهم كالنسب الذي يجمع على التحابّ، وكالحلف الذي يجمع على التناصر.
وكانوا إذا التقوا في حلقهم تذاكروا هذا الباب، وتطارحوه وتدارسوه، إلتماسا للفائدة، واستمتاعا بذكره:
فقال شيخ منهم ماء بئرنا، كما قد علمتم مالح أجاج «3» ، لا يقربه الحمار، ولا تسيغه الإبل «4» ، وتموت عليه النخل؛ والنهر منا بعيد، وفي تكلّف