قال: وسمع رجل، من المراوزة، الحسن وهو يحث الناس على المعروف، ويأمر بالصدقة، ويقول: «ما نقص مال قطّ من زكاة» ، ويعدهم سرعة الخلف. فتصدّق المروزيّ بماله كله فافتقر، فانتظر سنة وسنة، فلما لم ير شيئا بكر على الحسن، فقال: «حسن ما صنعت بي؟
ضمنت لي الخلف، فأنفقت على عدتك، وأنا اليوم مذ كذا وكذا سنة أنتظر ما وعدت، لا أرى منه قليلا ولا كثيرا. هذا يحلّ لك؟ اللص كان يصنع بي أكثر من هذا» ؟
والخلف يكون معجّلا ومؤجلا. ومن تصدّق وتشرّط الشروط استحقّ الحرمان. ولو كان هذا على ما توهمّه المروزي لكانت المحنة فيه ساقطة، ولترك الناس التجارة، ولما بقي فقير، ولذهبت العبادة.
وقيل: أصبح ثمامة شديد الغمّ حين احترقت داره. وكان كلما دخل عليه إنسان قال: الحريق سريع الخلف. فلما كثر ذلك القول منهم، قال: «فاستحرق الله «1» . اللهم إني أستحرقك فأحرق كل شيء لنا» .
وليس هذا الحديث من حديث المراوزة، ولكنا ضممناه الى ما يشاكله:
قال سجّادة، وهو أبو سعيد سجّادة: ناس من المراوزة إذا لبسوا الخفاف «2» في الستة الأشهر التي لا ينزعون فيها خفافهم، يمشون على