البخلاء للجاحظ (صفحة 294)

عجلتم ما صدّكم علاجي ... من العنوق ومن النعاج «1»

حتى أكلتم طفلة كالعاج «2»

ولما عيّر ثوب بن شحمة بأكل الفتى لحم المرأة، إلى أن نزل هو من الجبل، قال:

يا بنت عمي ما أدراك ما حسبي ... إذا لا تجنّ خبيث الزاد أضلاعي

إني لذو مرّة تخشى بوادره ... عند الصياح بنصل السيف قرّاع

فهجا ثوب بن شحمة بأكل لحوم أمرأة، وكان ثوب هذا أكرم نفسا عندهم من أن يطعم طعاما خبيثا، ولو مات عندهم جوعا. وله قصص.

ولقد أسر حاتم الطائي، وظل عنده زمانا.

وقال الشاعر يهجو باهلة بمثل ذلك:

إنّ غفاقا أكلته باهله ... تمشّشوا عظامه وكاهله «3»

وأصبحت أم غفاق ثاكله «4»

وهجيت بذلك أسد جميعا، بسبب رملة بنت فائد بن حبيب بن خالد بن نضلة، حين أكلها زوجها وأخوها أبو أرب، وقد زعموا أن ذاك إنما كان منهما من طريق الغيظ والغيرة، فقال ابن دارة ينعي ذلك عليهم:

أفي أن رويتم واحتلبتم شكيّكم ... فخرتم؟ وفيم الفقعسيّ من الفخر؟ «5»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015