وغثّك «1» خير من سمن غيرك لو وجدته، فكيف ودونه أسل حداد «2» وأبواب شداد.
قالت إمرأة لبعض العرب: «إن تزوّجتني كفيتك» ، فأنشأ يقول:
إذا لم يكن لي غير مالك مسّني ... خصاص «3» وبان الحمد مني والأجر
وما خير مال ليس نافع أهله ... وليس لشيخ الحي في أمره أمر
وقال المعلوط القريعي:
أبا هانيء لا تسأل الناس والتمس ... بكفّيك ستر الله، فالله واسع
فلو تسأل الناس التراب لأوشكوا ... إذا قلت: هاتوا، أن يملّوا فيمنعوا
عود إلى طرائف البخلاء:
ثم رجع الحديث إلى أحاديث البخلاء وإلى طرف معانيهم وكلامهم:
قال ابن حسّان: كان عندنا رجل مقلّ، وكان له أخ مكثر، وكان مفرط البخل، شديد النفج. فقال له يوما أخوه: «ويحك، أنا فقير معيل، وأنت غنّي خفيف الظهر، لا تعينني على الزمان، ولا تواسيني ببعض مالك، ولا تتفرّج لي عن شيء؟ والله ما رأيت قط، ولا سمعت، بأبخل منك» . قال: «ويحك! ليس الأمر كمها تظن، ولا المال كما تحسب، ولا أنا كما تقول في البخل ولا في اليسر. والله لو ملكت ألف