وتناول رجل من قدّام أمير كان لنا «1» ضخم، بيضة، فقال: «خذها فإنها بيضة العقر «2» » . فلم يزل محجوبا حتى مات.
وأتى ضيعة له يتنزه اليها، ومعه خمسة رجال من خاصّته، وقد حملوا معه طعام خمسمائة. وثقل عليه أن يأكلوا معه؛ واشتد جوعه؛ فجلس على مشارة «3» بقل، فأقبل ينتزع الفجلة، فيطوي جزرتها بعرقها، ثم يأكلها من غير أن تغسل، من كلب «4» الجوع، ويقول لواحد منهم كان أقرب الخمسة إليه مجلسا: «لو قد ذهب هؤلاء الثقلاء لقد أكلنا» .
قالوا: وأكل عبد الرحمن بن أبي بكرة «5» على خوان معاوية، فرأى لقم «6» عبد الرحمن. فلما كان بالعشّي، وراح إليه أبو بكرة، قال: ما فعل ابنك التّلقامة «7» » ؟ قال: «مثله لا يعدم العلة» .
وأكل أعرابي مع أبي الأسود الدؤلي فرأى له لقما منكرا، وهاله ما يصنع.
قال له: «ما اسمك» ؟ قال: «لقمان» . قال: «صدق أهلك. أنت لقمان» «8» .