قالوا: ومات وعليه للدقّاق «1» وحده ثمانون ألف درهم، لكثرة طعامه.
وقالوا: كان الحكم بن أيوب الثقفي عاملا للحجّاج على البصرة، فاستعمل على العرق «2» جرير بن بيهس المازني، ولقب جرير العطرّق.
فخرج الحكم يتنزه، وهو باليمامة «3» ، فدعا العطرّق الى غدائه، فأكل معه، فتناول درّاجة «4» كانت بين يديه، فعزله، وولى مكانه نويرة المازنّي، فقال: نويرة، وهو ابن عم العطرّق:
قد كان في العرق صيد لو قنعت به ... فيه غنى لك عن درّاجة الحكم
وفي عوارض لا تنفكّ تأكلها ... لو كان يشفيك لحم الجزر من قرم «5»
وفي وطاب مملّاة مثمّمة ... فيها الصريح الذي يشفي من القرم
فلما ولى مكانه نويرة بلغه أنه ابن عم له فعزله، فقال نويرة:
أبا يوسف لو كنت تعرف طاعتي ... ونصحي، إذا ما بعتني بالمحلّق «6»
ولا أنهل سرّاق العراقة صالح ... عليّ، ولا كلّفت ذنب العطرّق «7»
فذهبت مثلا.