قالوا: كان بلال بن أبي بردة قد خاف الجذام، وهو والي البصرة.
فوصفوا له الإستنقاع «1» في السمن. فكان إذا فرغ من الجلوس فيه أمر ببيعه. فاجتنب الناس في تلك السنة أكل السمن. وكان يفطر الناس في شهر رمضان، فكانوا يجلسون حلقا «2» ، وتوضع لهم الموائد، فإذا أقام المؤذن نهض بلال الى الصلاة، ويستحي الآخرون. فإذا قاموا الى الصلاة جاء الخبّازون فرفعوا الطعام.
قالوا: واحتقن عمرو بن يزيد الأسدي «3» هو أحد الزعماء المشهورين في أيام الأمويين بحقنة فيها أدهان؛ فلما حرّكته بطنه، كره أن يأتي الخلاء فتذهب تلك الأدهان، فكان يجلس في الطست ويقول: «صفوا هذا، فإنه يصلح للسّراج» .
قالوا: وخبرنا جار له، قال: «رأيته يتخلل «4» من الطعام بخلال واحد شهرا، كلما تغدّى حذف من رأسه شيئا، ثم تخلّل به، ثم وضعه في مجرى دواته.
وقالوا: كان ذراع الذرّاع مع خالد بن صفوان، فوضعوا بين يديه دجاجة، وبين يديه شيء من زيتون. فجعل يلحظ الدجاجة، فقال:
«كأنك تهم بها» ، قال: «ومن يمنعني» ؟ قال: «إذا أصير أنا وأنت في مالي سواء» .
قالوا: مدّ يده أبو الأشهب إلى شيء بين يدي نميلة بن مرّة السعدي، فقال: «إذا أفردت بشيء فلا تعترض لغيره» .