وذلك ببيانه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثمّ بيّن كيفيّة الصلاة إذا كان العدوّ في جهة القبلة. انتهى (?).

(قَالَ جَابِرٌ) -رضي اللَّه عنه- (كَمَا يَصْنَعُ حَرَسُكُمْ) الجار والمجرور متعلّق بـ "يصنع" مقدّرًا؛ أي: صنع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مثل ما يصنع الْحَرَس الآن بأمرائهم.

و"الْحَرَسُ" بفتحتين: جمع حارس، هم: خَدَم السلطان المرتَّبون لحفظه وحِرَاسته، قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: حَرَسَهُ يَحْرُسُه، من باب قتل: حَفِظَه، والاسم: الْحِرَاسة، فهو حارسٌ، والجمع حَرَسٌ، وحُرَّاسٌ، مثلُ خادم وخَدَمٍ، وخُدَّام، وحَرَسُ السلطان: أعوانه، جُعِلَ عَلَمًا على الجمع لهذه الحالة المخصوصة، ولا يُستَعْمَل له واحد من لفظه، ولهذا نُسِب إلى الجمع، فقيل: حَرَسِيٌّ، ولو جُعِل الْحَرَسُ هنا جمعَ حارس لقيل: حارسيٌّ، قالوا: ولا يقال: حارسيّ، إلا إذا ذُهِبَ به إلى معنى الْحِرَاسة دون الجنس. انتهى (?).

وقوله: (هَؤُلَاءِ) بدل من "حَرَسُكم"، وقوله: (بِأُمُرَائِهِمْ) متعلّق بـ "يصنع"، وفي نسخة: "بأمرائكم"، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر -رضي اللَّه عنه- هذا بهذا السياق من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وعلّقه البخاريّ في "المغازي" رقم (4130).

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [57/ 1945 و 1946] (840)، و (النسائيّ) في "صلاة الخوف" (1547 و 1548) و"الكبرى" (1935 و 1936)، و (ابن ماجه) في "إقامة الصلاة" (1260)، و (أبو داود الطيالسيّ) في "مسنده" (1738)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (2/ 463)، و (أحمد) في "مسنده" (3/ 319 و 374)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (1350)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (2877)، و (الطبريّ) في "تفسيره" (10377)، و (الطحاويّ) في "معاني الآثار" (1/ 319)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (2414 و 2415 و 2416 و 2417

طور بواسطة نورين ميديا © 2015