التعجيل في المغرب، كما أبداه في "الفتح"، حيث قال: واستُدلّ بهذه الأحاديث على ضعف حديث أبي بصرة الغفاريّ -رضي اللَّه عنه- رفعه في أثناء حديث: "ولا صلاة بعدها حتى يُرى الشاهد"، والشاهد النجم. انتهى (?).
فإن المراد برؤية الشاهد غروب الشمس، كما قرّرته آنفًا، فلا تنافي بين الأحاديث، فتبصّر.
والظاهر أن الحافظ ما استحضر إخراج مسلم له في "صحيحه"، ولذا لَمْ يتعرّض لإخراجه له، واللَّه تعالى أعلم.
وكذلك لا وجه لاستدلال النسائيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بهذا الحديث على تأخير المغرب، وقد أوضحت ذلك في "شرح المجتبى" (?)، فراجعه تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.
[تنبيه]: قوله: "والشاهِدُ النجم"، يَحْتَمِل أن يكون مرفوعًا، كما هو ظاهر رواية المصنّف والنسائيّ.
ويَحْتَمِل أن يكون مُدرجًا من أحد الرواة، ويدل عليه ما في "المسند":
(6/ 397) قال عبد اللَّه بن أحمد: حدثني أبي، ثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرني ابن لَهِيعة، أنا عبد اللَّه بن هُبَيرة، قال: سمعت أبا تميم الجَيْشَاني، عن أبي بَصْرَة الغِفَارِي، قال: صلى بنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في وادٍ من أوْدِيَتِهِمْ يقال له: المخمص صلاة العصر، فقال: "إن هذه الصلاة صلاةَ العصر عُرِضَت على الذين من قبلكم، فضيعوها، إلا ومن صلاها ضُعِّف له أجره مرتين، إلا ولا صلاة بعدها حتى تَرَوُا الشاهدَ".
قلت لابن لهيعة: ما الشاهد؟ قال: الكوكب، الأعرابُ يُسَمُّون الكوكب شاهد الليل. انتهى (?).
فهذا يدلّ على أن التفسير من ابن لهيعة، وفيه ابن لهيعة؛ وهو متكلم فيه.
وما أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" قال: حدّثنا أحمد بن