في عظمتك وجلالك عقلي، وكلّ عن ثنائك لساني، فغاية الوسيلة إليك: "لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ) أي: لا معبود بحقّ إلَّا أنت الواحد الأحد الصمد.

[تنبيه]: ظاهر سياق المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- تعالى أن قوله: "ولا حول، ولا قوّة، إلَّا باللَّه" من رواية سفيان، عن سليمان الأحول، وليس كذلك، فإن البخاري رحمه اللَّه تعالى قال بعد أن أخرج الحديث من طريق سفيان، عن سليمان، عَقِبَ قوله: "لا إله إلَّا أنت"، أو "لا إله غيرك" ما نصّه: قال سفيان: وزاد عبد الكريم أبو أمية: "ولا حول، ولا قوة إلَّا باللَّه" (?). انتهى.

قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا موصول بالإسناد الأول، ووَهِمَ من زعم أنه معلّق، وقد بيّن ذلك الحميديّ في "مسنده"، عن سفيان، قال: "حدثنا سليمان الأحول خالُ ابن أبي نَجِيح، سمعت طاوسًا"، فذكر الحديث، وقال في آخره: قال سفيان: وزاد عبد الكريم: "ولا حول، ولا قوّة إلَّا بك"، ولم يقلها سليمان.

وأخرجه أبو نُعيم في "المستخرج" من طريق إسماعيل القاضي، عن علي بن عبد اللَّه ابن المدينيّ، شيخ البخاريّ فيه، فقال في آخره: قال سفيان: وكنت إذا قلت لعبد الكريم: آخر حديث سليمان: "ولا إله غيرك" قال: "ولا حول، ولا قوّة إلَّا باللَّه"، قال سفيان: وليس هو في حديث سليمان. انتهى.

ومقتضى ذلك أن عبد الكريم لَمْ يذكر إسناده في هذه الزيادة، لكنه على الاحتمال، ولا يلزم من عدم سماع سفيان لها من سليمان أن لا يكون سليمان حدّث بها، وقد وَهِمَ بعض أصحاب سفيان، فأدرجها في حديث سليمان، أخرجه الإسماعيليّ، عن الحسن بن سفيان، عن محمد بن عبد اللَّه بن نُمير، عن سفيان، فذكرها في آخر الخبر بغير تفصيل. انتهى كلام الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015