قال: والحديث الذي أشار إليه، أخرجه الترمذيّ، من طريق داود بن عليّ بن عبد اللَّه بن عباس، عن أبيه، عن جدّه، سمعت نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلةً حين فرغ من صلاته يقول: "اللهم إني أسالك رحمةً من عندك. . . "، فساق الدعاء بطوله، وفيه: "اللهم اجعل لي نورًا في قبري"، ثم ذكر القلب، ثم الجهات الست، والسمع والبصر، ثم الشعر والبشر، ثم اللحم والدم والعظام، ثم قال في آخره: "اللهم عَظِّم لي نورًا، وأعطني نورًا، واجعلني نورًا"، قال الترمذيّ: غريب (?)، وقد رَوَى شعبة، وسفيان، عن سلمة، عن كريب، بعض هذا الحديث، ولم يذكروه بطوله. انتهى.
وأخرج الطبريّ من وجه آخر، عن عليّ بن عبد اللَّه بن عباس، عن أبيه، في آخره: "وزدني نورًا"، قالها ثلاثًا، وعند ابن أبي عاصم في "كتاب الدعاء"، من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن كريب، في آخر الحديث: "وهب لي نورًا على نور".
ويجتمع من اختلاف الروايات كما قال ابن العربيّ خمس وعشرون خصلةً، قاله في "الفتح" (?).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: قوله: "خمس وعشرون خصلةً" فيه نظر؛ لأن الأحاديث التي ذُكرت ضعاف، لا يستفاد منها زيادة على ما أورده المصنّف في هذا الباب، من رواية عُقيل، عن سلمة بن كُهيل، وهي تسع عشرة خصلة، فتأمل، واللَّه تعالى أعلم.
(فَذَكَرَ) أي: بعض ولد العبّاس (عَصَبِي) بفتح المهملتين، وبعدهما موحّدة، قال ابن التين: هي أطناب المفاصل (وَلَحْمِي، وَدَمِي، وَشَعْرِي) -بفتح العين المهملة، وسكونها- (وَبَشَرِي) -بفتح الموحدة والمعجمة-: ظاهرُ الجسد (وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ) أي: مع هذه الخمسة؛ تكملةَ السبعة، وقد سبق أنهما "اللسان، والنفس" فتنبّه.
[تنبيه]: قال القرطبيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذه الأنوار التي دعا بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-