في "معجم الطبراني الكبير"، فلذلك اقتصرت على عزوه إليه. انتهى. كلام وليّ الدين -رَحِمَهُ اللَّهُ- (?).
وقال النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: حلف أُبي بن كعب -رضي اللَّه عنه- على أنها ليلة سبع وعشرين أحد المذاهب فيها، وأكثر العلماء على أنها ليلة مبهمة من العشر الأواخر من رمضان، وأرجاها أوتارها، وأرجاها ليلة سبع وعشرين، وثلاث وعشرين، وإحدى وعشرين، وأكثرهم أنها ليلة معينة لا تنتقل، وقال المحقّقون: إنها تنتقل، فتكون في سنةٍ ليلةَ سبع وعشرين، وفي سنة ليلة ثلاث، وسنةٍ ليلة إحدى، وليلة أخرى، وهذا أظهر، وفيه الجمع بين الأحاديث المختلفة فيها. انتهى (?).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: سيأتي استيفاء ذكر بقيّة الأقوال في ليلة القدر حيثما يذكر المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أحاديثها أواخر "كتاب الصيام" -إن شاء اللَّه تعالى-.
وقوله: (فَقَالَ أُبَيٌّ) تأكيد لقوله: "يقول"؛ لطول الفصل، نظير قول اللَّه عزَّ وجلَّ: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} الآية [البقرة: 89].
(وَاللَّهِ) الواو واو القسم، ولفظ الجلالة مجرور بها (الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّهَا) بالكسر؛ لوقوعها في جواب القسم، كما قال في "الخلاصة":
فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا وَفِي بَدْءِ صِلَهْ ... وَحَيْثُ "إِنَّ" لِيَمِينٍ مُكْمِلَهْ
(لَفِي رَمَضَانَ) يعني أنها لا تقع إلا في السنة في شهر رمضان، وفي رواية سفيان المذكورة: "فقال: رحمه اللَّه أراد أن لا يتّكل الناس، أما إنه قد عَلِمَ أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، وأنها ليلة سبع وعشرين، ثم حلف لا يستثني. . . ".
وفي رواية أبي داود المذكورة: "فقال: رحم اللَّه أبا عبد الرحمن، واللَّه لقد علم أنها في رمضان، ولكن كَرِهَ أن يتكلوا، أو أحب أن لا يتكلوا. . . ".