يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ، فَيَقُولُ: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَالْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ (?)، وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ عَلَى ذَلِكَ).

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ) الْكِسّيّ، تقدّم قبل بابين.

2 - (عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن همّام الصنعانيّ، أبو بكر، صاحب "المصنّف"، ثقةٌ حافظ، تغيّر في آخره، ويتشيّع [9] (ت 211) (ع) تقدم في "المقدمة" 4/ 18.

3 - (مَعْمَرُ) بن راشد، تقدّم قريبًا.

4 - (أَبُو سَلَمَةَ) بن عبد الرحمن، تقدّم في الباب الماضي.

والباقيان ذُكرا قبله.

وقوله: (يُرَغِّبُ. . . إلخ) من الترغيب؛ أي: يحثّهم على قيام لياليه بالطاعة، من الصلاة، وغيرها.

قال القرطبيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا يدلّ على أن قيام الليل في رمضان من نوافل الخير، ومن أفضل أعمال البرّ، لا خلاف في هذا، وإنما الخلاف في الأفضل منه، هل إيقاعه في البيت، أو في المسجد؟ ، فذهب مالك إلى أن إيقاعه في البيت أفضل لمن قَوِيَ عليه، وكان أوّلًا يقوم في المسجد، ثم ترك ذلك، وبه قال أبو يوسف، وبعض أصحاب الشافعيّ.

وذهب عبد الحكم، وأحمد، وبعض أصحاب الشافعيّ إلى أن حُضُورها في الجماعة أفضلُ، وقال الليث: لو قام الناس في بيوتهم، ولم يقم أحد في المسجد لا ينبغي أن يُخْرَجوا إليه.

والحجة لمالك قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"، متّفقٌ عليه، وقول عمر -رضي اللَّه عنه-: "نِعْمت البدعة هي، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون"، رواه البخاريّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015