العوض (?)، واللَّه تعالى أعلم.

وقوله: (غَيْرَ عَدِيمٍ) وفي الرواية التالية: "غير عَدُوم"، قال النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا هو في الأصول في الرواية الأولى: "عَدِيم"، والثانية: "عَدُوم"، وقال أهل اللغة: يقال: أَعْدَم الرجلُ: إذا افتقر، فهو مُعْدِمٌ، وعَدِيمٌ، وعَدُومٌ.

ومعنى "غير عديم": أي: ربًّا غنيًّا، غير فقير عاجز عن العطاء.

وقوله: (وَلَا ظَلُومٍ؟ ) بوزن فَعُول، بفتح أوله، وضمّ ثانيه، وهو من صيغ المبالغة، كما قال في "الخلاصة":

فَعَّالٌ أَوْ مِفْعَالٌ أَوْ فَعُولُ ... فِي كَثْرَةٍ عَنْ فَاعِلٍ بَدِيلُ

ولكن المبالغة ليست مرادة هنا، وإنما المراد أصل المعنى، كما في قوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]، يعني أنه لا يظلم من أقرضه بعدم وفاء دينه، أو بنقصه، أو بتأخير أدائه عن وقته، وإنما خصّ نفي هاتين الصفتين؛ لأنهما المانعان غالبًا عن الإقراض، فوصف اللَّه تعالى نفسه بنفي هذا المانع.

وحاصل المعنى أن من يعمل خيرًا في الدنيا، يجد جزاءه كاملًا في الآخرة، فشبّه هذا المعنى بالإقراض.

وفيه تحريض على عمل الطاعة، وإشارة إلى جزيل الثواب عليها (?).

وقوله: (قَالَ مُسْلِم) يعني صاحب الكتاب (ابْنُ مَرْجَانَةَ. . . إلخ) بفتح الميم، وسكون الراء، كما تفيده عبارة "القاموس".

وغرض المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- بهذا بيان اسم ابن مَرْجانة، واسم والده، حيث يغلط بعضهم في اسم والده، قال في "تهذيب التهذيب": وقال الذُّهْليّ: سعيد بن مَرْجانة، هو سعيد بن يَسَار، أبو الحباب، أبوه يسار، وأمه مَرْجانة، وتعقّبه، فقال: كذا قال، والصحيح أنهما اثنان. انتهى.

وقال في ترجمة أبي الْحُباب: سعيد بن يسار، أبو الْحُباب المدنيّ، مولى ميمونة، وقيل: مولى شُقْران، أو مولى الحسن بن عليّ، وقيل: مولى بني النّجّار، والصحيح أنه غير سعيد بن مَرْجانة. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015