تعلمه بالتفصيل، يقال: استقرأتُ الأشياء: إذا تتبّعت أفرادها لمعرفة أحوالها وخواصّها، قاله في "المصباح" (?).

وقال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "أستقرئ لك الحديث" كذا رويناه بالهمزة، ومعناه على هذا: أتلوه، وآت به على نسقه، وقد يكون غير مهموز، ويكون معناه: أقصد لك إلى ما طلبت، من قولهم: قروت إليه قروًا إذا قصدت نحوه، ومنه: يقتري الأرض، ويقروها: إذا قطعها إلى أخرى، وهو أشبه بهذا الموضع، ومنه القرو: الطلب. انتهى (?).

وقوله: (كَأَنَّ) بالهمزة، وتشديد النون (الْأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ) يعني من تخفيفهما، والمراد بالأذان هنا الإقامة، كما قال القاضي -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وهو إشارة إلى شدّة تخفيف الركعتين بالنسبة إلى باقي صلاته -صلى اللَّه عليه وسلم-.

والمعنى أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يُسرع في تينك الركعتين، فبهذا يخصُّ الجواب عن سؤال أنس بن سيرين عن قدر القراءة فيهما، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [22/ 1759 و 1760 و 1761 و 1762 و 1763] (753)، و (البخارىّ) في "كتاب الوتر" (995)، و (الترمذيّ) في "الصلاة" (461)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (437)، و (ابن ماجه) في "إقامة الصلاة" (1144 و 1174 و 8131)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 31 و 45 و 78 و 88 و 126)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (1073 و 1112)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (2331 و 2332)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"، (1712)، وبقيّة المسائل تقدّمت، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015