وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:
[1763] (. . .) - (وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ بِمِثْلِهِ، وَزَادَ: وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَفِيهِ: فَقَالَ: بَهْ بَهْ، إِنَّكَ لَضَخْمٌ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
وكلّهم ذُكروا في الباب.
وقوله: (بِمِثْلِهِ) أي: بمثل حديث حمّاد بن زيد، عن أنس بن سيرين.
وقوله: (وَزَادَ. . . إلخ) الفاعل ضمير شعبة.
وقوله: (فَقَالَ: بَهْ بَهْ) قال النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هو بموحّدة مفتوحة، وهاء ساكنة، وقيل: معناه: مَهْ مَهْ، وهو زجزٌ، وكفٌّ، وقال ابن السكّيت: هي لتفخيم الأمر، بمعنى بَخْ بَخْ. انتهى (?).
وقال القاض عياض -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "بَهْ بَهْ" إما أن يكون بمعنى مَهْ مَهْ زجرًا، وقد جاء ذلك، والباء تُبدل من الميم كثيرًا، أو يكون من قولهم: رجل بَهْبَهيّ (?)، وهو الجسيم الجريء، لا سيّما مع قوله: "إنك لضخم"، أو تكون حكايةً لاعتراضه عليه، وكلامه له من بهبهة الفحل في هديره. انتهى (?).
وقال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قيل: هي بمعنى بَخْ بَخْ، يقال: بَخْبَخَ، وبَهْبَهَ، غير أن الموضع لا يَحْتَمله إلا على بُعْد؛ لأنه قال: "إنك لضخم"، كالمنكر عليه، وبَخْ بَخْ لا يقال في الإنكار. انتهى (?).
وقال في "القاموس": "بَهْ بَهْ": كلمة تقال عند استعظام الشيء، أو معناه: بَخ بَخ. انتهى (?).