(وَاعْلَمِي أَنَّا) بفتح الهمزة؛ لسدّها مسدّ مفعول "اعلمي" (لَمْ نَرْزَأْ) -بنون مفتوحة، ثم راء ساكنة، ثم زاء، ثم همزة-: أي لم نَنْقُص (مِنْ مَائِكِ") زاد في نسخة: "شيئًا".

وفي رواية البخاريّ: "قال لها: تعلمين ما رَزِئْنَا من مائك شيئًا، ولكنّ اللَّه هو الذي أسقانا".

وقوله: "تَعَلَّمين": أي اعلمي، وقد اشتَمَلَ هذا على عَلَمٍ عظيم من أعلام النبوة.

وقوله: "ما رَزِئنا" بفتح الراء، وكسر الزاي، ويجوز فتحها، وبعدها همزة ساكنةٌ-: أي نقصنا.

وظاهره أن جميع ما أخذوه من الماء مما زاده اللَّه تعالى، وأوجده، وأنه لم يختلط فيه شيء من مائها في الحقيقة، وإن كان في الظاهر مختلطًا، وهذا أبدع، وأغرب في المعجزة، وهو ظاهر قوله: "ولكن اللَّه هو الذي أسقانا".

ويَحْتَمِل أن يكون المراد: ما نقصنا من مقدار مائك شيئًا.

واستُدِلّ بهذا على جواز استعمال أواني المشركين، ما لم يُتَيَقَّن فيها النجاسة، وفيه إشارة إلى أن الذي أعطاها ليس على سبيل العِوَض عن مائها، بل على سبيل التكرُّم والتفضُّل، قاله في "الفتح".

(فَلَمَّا أَتَتْ أَهْلَهَا، قَالَتْ: لَقَدْ لَقِيتُ أَسْحَرَ الْبَشَرِ) أي أقوى الناس سحرًا (أَوْ إِنَّهُ لَنَبِيٌّ كَمَا زَعَمَ) أي كما قال (كَانَ مِنْ أَمْرِهِ ذَيْتَ وَذَيْتَ) قال أهل اللغة: هو بمعنى كَيْتَ وكَيْتَ، وكذا وكذا، وهو كناية عن حديث معلوم (?).

وفي رواية البخاريّ: "فأتت أهلها، وقد احتَبَست عنهم، قالوا: ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العَجَبُ، لقيني رجلان، فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له: الصابئ، ففعل كذا وكذا، فواللَّه إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه، وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة، فرفعتهما إلى السماء، تعني السماء والأرض، أو إنه لرسول اللَّه حقًّا".

(فَهَدَى اللَّهُ ذَاكَ) وفي نسخة: "ذلك" (الصِّرْمَ) بكسر الصاد المهملة: الأبيات المجتمعة (بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ) أي بسببها، فقوله: (فَأَسْلَمَتْ، وَأَسْلَمُوا) بيان لمعنى "فهدى اللَّه. . . إلخ"، وتوضيحٌ له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015