الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: رَوَى البعيرُ الماءَ يَرْويه، من باب رَمَى: حَمَلَهُ، فهو راويةٌ، والهاء فيه للمبالغة، ثمّ أُطلقت الراويةُ على كل دابّة يُستقَى الماء عليها. انتهى (?).

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الراوية" عند العرب: هي الجمل الذي يَحْمِل الماء، وأهل العرف قد يستعملونه في الْمَزَادة؛ استعارةً، والأصل البعير. انتهى (?).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الراوية": الجمل الذي يُستقى عليه الماء، وهذه رواية الجماعة، وعند السمرقنديّ: "فأمر براويتيها"، وكأنه أراد المزادتين، وفيه بُعْدٌ من جهة اللفظ. انتهى (?).

(فَأُنِيخَتْ) أي أُبْرِكت، يقال: أناخ الرجلُ الجمل إناخةً: أبركها، قالوا: ولا يقال في المطاوع: فناخ، بل يقال: فبَرَكَ، وتنَوّخَ، وقد يقال: فاستناخ، والْمُنَاخُ بضمّ الميم: موضع الإناخة، أفاده في "المصباح" (?).

وفي رواية البخاريّ: "فاستنزلوها عن بعيرها"، قيل: إنما أخذوها، واستجازوا أخذ مائها؛ لأنها كانت كافرةً حربيّةً، وعلى تقدير أن يكودن لها عهدٌ فضرورة العطش تبيح للمسلم الماء المملوك لغيره على عِوَضٍ، وإلا فنفس الشارع تُفَدَّى بكل شيء على سبيل الوجوب. انتهى (?).

(فَمَجَّ فِي الْعَزْلَاوَيْنِ) أي طرح فيهما الماء من فيه، ومعناه: بَزْق فيهما.

و"العزلاوان": تثنية الْعَزْلاء بفتح، فسكون، ممدودًا، وهي مخرج الماء منها، وقيل: فمها الأسفل، أفاده في "المفهم" (?).

وقال في "المصباح": "الْعَزْلاءُ"، وزانُ حَمْرا: فم المزادة الأسفل، وقال الخليل: هي مَصَبّ الماء من الراوية، ولكل مَزَادة عزلاوان من أسفلها، والجمع الْعَزَالي بفتح اللام، وكسرها. انتهى بزيادة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015